2 أغسطس، 2017

ورطة زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية بعد إعتقال 19 صحراوي

 

وجد قادة جبهة البوليساريو الإنفصالية أنفسهم في ورطة، بعد مضي أيام على إعلانهم عن اعتقال 19 صحراويا يحملون الجنسية المغربية بتهمة تهريب المخدرات، إذ وضعوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع شيوخ القبائل التي ينتمي إليها الموقوفين.

يبدو أن نشوة جبهة البوليساريو باعتقال 19 شخصا مغربيا ينحدرون من أصول صحراوية بتهمة تهريب المخدرات في المنطقة العازلة لم تدم طويلا، فقد وجدت الجبهة الانفصالية نفسها في موقف حرج، خصوصا بعدما أعلنت بعثة الأمم المتحدة (المينورسو) التي زار وفد منها الموقوفين، بأن ملفهم لا يدخل ضمن اختصاصاتها، وكذا بعد فشل الجبهة في نقل ملفهم إلى الشرطة الدولية الأنتربول.

وقوبل هذا الملف بعدم اهتمام الحكومة المغربية، ففي أول رد لها على الموضوع قال الناطق باسمها مصطفى الخلفي أمس الخميس عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي لا نتوفر على “معطيات موثوقة و ذات صدقية”.

وتابع أن رد فعل الحكومة إزاء مثل هذه الوقائع، لابد من أن يستند إلى “معطيات تصدرها جهات ذات مصداقية ولا شوائب تشوب مسلكياتها من مثل الارتباط بالتهريب أو الرق”.
وبدأت بعض الأصوات من داخل الجبهة الانفصالية تتعالى لإيجاد مخرج للأزمة، وذلك بعد الإعلان عن الشروع في محاكمة المعتقلين يوم 19 غشت في بلدة تفاريتي التي تقع في المنطقة العازلة والتي تقع تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي يعتبر وضعها القانوني مطابقا للوضع القانوني لمنطقة الكركرات.

تجنب غضب شيوخ القبائل

لكن البوليساريو الإنفصالية لا تخشى من ردة فعل الأمم المتحدة بقدر ما تخشى من ردة فعل شيوخ القبائل الصحراوية، والذين يراهن عليهم ابراهيم غالي لتعزيز سلطته الهشة، خصوصا بعد صعود نجم خصمه اللذوذ محمد لمين البوهالي في المخيمات.

وينتمي الموقوفون إلى قبيلتي آيت أوسى وايت لحسن الصحراويتين، وهو ما قد يجعل ابراهيم غالي في مرمى شيوخ القبيلتين، وبحسب ما أفاد به مصدر مطلع فإنه “من المرجح أن تتسبب المحاكمة في توتر العلاقات بين الشيوخ وقاعدتهم داخل البوليساريو”.
نفس المصدر أضاف أن على “البوليساريو إن أرادت الخروج من الأزمة التي وضعت نفسها فيها، أن تشجع شيوخ القبائل على طلب التماس العفو لصالح الموقوفين، وهي الخطة التي قد تستخدمها للحصول على بعض النقاط على الساحة الإعلامية الدولية”.

ويأتي اعتقال المجموعة المكونة من 19 صحراويا بعد عشرة أيام فقط من اندلاع اشتباكات عنيفة داخل “مخيم أوسرد” بتندوف، بين عصابات تهريب المخدرات التي تدين بالولاء لابراهيم غالي من جهة، وبين التي تتبع لمين البوهالي من جهة ثانية. فهل يمكن أن يكون إقدام ميليشيات الجبهة على إيقاف الـ19 صحراويا مجرد حلقة جديدة من المواجهة بين الرجلين؟

 

 

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *